17 - 07 - 2024

ترنيمة عشق | برقيات لزمن الرّداءة...

ترنيمة عشق | برقيات لزمن الرّداءة...

* لا تسقني ماء الحياة بـذلّةٍ ** بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل.

* "عجبًا"؛ لفترات الثّرثرة والتّفاهة والنّفاق حين تجعل أسهم "الصّمت" غالية أثمانها. 

* "حُزنًا"؛ على زمن يقتات على الغفلة ومكائد القهر؛ حين يبرع حُرّاس الأفكار وسُرّاق الأحلام ولجّام الكلمات وكاتمو الأنفاس في نشر مصائد الأحزان القبيحة حيثما طالت أياديهم الدّنسة.

* "وجعًا"؛ لأملٍ قابِع في رَحم القهر؛ بعد أن اختلط تآمر الأعداء بخيانة الإخوة والأصدقاء؛ وبات "الحَرم" غير آمِن.

* "إشفاقًا"؛ على الواهم يومًا أنه سيُولد من جديد، ويهزم الموت، ويُمزق خارِطة الذّل والانكسار، ليَضُوع في المدى عطر الكبرياء.

* "أسفًا"؛ على أيادٍ هوايتها تجميع "الأغنام" على ظهر سفين العار والخوف والموت... وقد فاتها أنه عند الموت: فلا رهبة للخوف؛ بل ومُستراح من العار. 

* "سلامًا"؛ لرَوح تردّد نشيجها ذات ظُلمٍ:

يا مَن رأى أحفاد عَدنان على خشب الصّليب مُشمّرين

النّمل يأكل لحمهم

وطيور جارحة السّنين

يا مَن رآهم يشحذون

يا مَن رآهم يزرعون

لعل المنافي في محطات القطار بلا عيون

يبكون تحت القبعات

ويذبلون

ويَهرمون

يا مَن يدق الباب: 

نحن اللاجئين مِتنا

* "طوبَى"؛ لكرامٍ يعترشون الدّمع والأحزان وهم صاغرين بعد أن كانوا أعزّة. 

* "تبًّا"؛ لمَن أيقظنا بفزعٍ على حلمٍ عشقناه وانتظرنا البُشرى مذ عهودٍ طويلةٍ -وهو يعاني آلامَ المَخاضِ- فإذ به لا يُنجِب غدًا زاهرًا؛ بل إنسانًا سقيمًا... وإخفاقًا وراء إخفاقٍ !!!

* "حسرةً"؛ على زمن الرَّداءة حين يستودعكَ وطنًا تَتمنى أن تموتَ لأجله؛ فلا تموتنّ إلا على يديه !!!

* "حلمًا"؛ فما نشتهيه وحده لا يشيخ ولا يبلى أبدًا، كالأساطير التي تعيش دومًا صباها مهما مرٰت الحِقب. 

* "أملًا"؛ في تدمير الذّاكرة المؤلمة، وأن نطلقَ النًار على رأس أحزاننا، وأن نخْلقَ لأنفسنا ذاكرة جديدة.

*... و"شكرًا" للحادثات التي أقنعتني أخيرًا -بعد طول صدًّ منّي وإنكار- بتصديق "كافكا"؛ حين أَوصَى بحرق كُتبهِ لأن حروفه تلاشت كدُخَان في الهواء لم تُصِب هدفًا أو تنقذ وطنًا !!!
---------------------------------
بقلم: حورية عبيدة 

مقالات اخرى للكاتب

ترنيمة عشق | حتىٰ أنت يا بروتس ؟!